منهج ابن كثير في الدعوة إلى الله من خلال كتابه "تفسير القرآن العظيم" والاستفادة منه في العصر الحاضر

ملخص الرسالة

منهج ابن كثير في الدعوة إلى الله من خلال كتابه "تفسير القرآن العظيم"

والاستفادة منه في العصر الحاضر

مقدمة البحث:

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فإن الأمة الإسلامية أحوج ما تكون اليوم وهي تتخبط في مناهج شتى وطرق عدة أدَّت بها إلى الضعف والانحطاط والتخلف، بسبب بُعدها عن المنهج القويم والصراط المستقيم - إلى منهج الرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام، وسلف الأمة، ومن سار على دربهم من العلماء والدعاة والمصلحين، فما أحوجها اليوم إلى الرجوع إلى حال أولها، ولا شك أن معرفة هذا المنهج ودراسته ومعرفة رجاله وأعلامه هي الخطوة الأولى – بإذن الله – التي تساعد على السير على منهجهم واقتفاء أثرهم، واتباع خطاهم، ومن هؤلاء الأعلام الإمام الحافظ ابن كثير، فقد كان رحمه الله كما قال العلامة العيني فيما نقله عنه ابن تغري بردي: «قدوة العلماء والحفاظ وعمدة أهل المعاني والألفاظ، وسمع وجمع، وصنَّف ودرَّس وحدَّث وألَّف، وكان له إطلاع عظيم في الحديث والتفسير والتاريخ، واشتَهر بالضبط والتحرير، وانتهى إليه علم التاريخ والحديث والتفسير، وله مصنفات عديدة مفيدة»[1].

لذا رغبت أن أدرس منهجه الدعوي وخصائص هذا المنهج وأصوله، وكيف نستفيد منه في وقتنا الحاضر، وذلك من خلال كتابه «تفسير القرآن العظيم»، ذلك الكتاب الذي تلقاه الناس بالقبول، وأثنوا عليه، ولا سيما العلماء منهم، يقول السيوطي: «له في التفسير الذي لم يؤلف على نمطه مثله»[2]، ويقول الشوكاني: «وهو من أحسن التفاسير إن لم يكن أحسنها»[3].

أولاً: الدراسات السابقة:

إن المكانة العلمية العالية والرفيعة التي نالها الإمام ابن كثير في تفسيره، كانت وراء السبب في تعدد هذه الدراسات والبحوث العلمية وتنوُّعها عن هذا السفر النفيس، ومع تعدد هذه الدراسات وتنوُّعها، فإنه حسب علم الباحث لم تكن هناك دراسة اختصت بالمنهج الدعوي لابن كثير في تفسيره، وإنما وُجدت بحوث علمية عديدة ودراسات تَمَّت فيها المقارنة بين تفسيره وتفسير الإمام الطبري مثل "المقارنة بين منهجي الإمامين ابن جرير وابن كثير في التفسير"[4]، أو دراسات ركزت على تحديد وإبراز منهجه في التفسير، مثل: "الامام ابن كثير المفسر"[5]، و"منهج ابن كثير في تفسيره"[6]، و"ابن كثير ومنهجه في التفسير"[7]، و"ابن كثير المفسر"[8]، و"ابن كثير ومنهجه في التفسير"[9] بينما هناك دراسات تناولت موقفه من الإسرائيليات في ضوء تفسيره، مثل: "موقف ابن كثير من الإسرائيليات في ضوء تفسيره"[10]، و"منهج ابن كثير في روايته ونقده للإسرائيليات"[11]، وأخرى رصدت استدراكاته على ابن جرير الطبري وغيره من المفسرين، مثل "استدراكات ابن كثير على ابن جرير في تفسيره"[12]، إضافة إلى الدراسات التي تعرَّضت لجهود الحافظ ابن كثير في الجرح والتعديل في تفسيره، أو تخريج أحاديث بعض السور الكريمة في تفسيره، مثل: "تخريج الأحاديث الواردة في سورة الرعد[13] من تفسير ابن كثير"، وكذلك "تخريج أحاديث سورة الكهف من تفسير ابن كثير"[14]، ومنهجه في كتابه البداية والنهاية، مثل: "منهج ابن كثير وموارده في المبتدأ والسيرة والراشدين من كتابه البداية والنهاية"[15]، وكذلك "الإمام ابن كثير سيرته ومؤلفاته ومنهجه في كتابه التاريخ"[16]، كما أن هناك بحوثًا أخرى لإبراز جهوده في تقرير عقيدة السلف مثل: "منهج ابن كثير في تقرير عقيدة السلف"[17]، و"آراء ابن كثير في مسائل الاعتقاد"[18]، وأشراط الساعة، مثل: "منهج ابن كثير في تقرير مسائل أشراط الساعة"[19]، وفي علم الحديث رواية ودراية مثل: "الإمام ابن كثير وأثره في علم الحديث رواية ودراية"[20]، و"جهود ابن كثير في علم الحديث دراية ورواية"[21].

ويلاحظ كما ذكرت أن هذه البحوث والدراسات مع تنوُّعها وكثرتها ليس لها علاقة بالمنهج الدعوي لابن كثير في تفسيره.

ولعل من أقرب الدراسات إلى موضوع الباحث هي الدراسة التي قام بها إبراهيم بن مرشد المرشد بعنوان «منهج ابن كثير وجهوده في الدعوة إلى الله» [22].

ولكن عند النظر في هذه الدراسة نجد أن هناك اختلافًا بينها وبين دراسة الباحث «منهج ابن كثير في الدعوة إلى الله من خلال كتابه تفسير القرآن العظيم، والاستفادة منه في العصر الحاضر»، وذلك للأمور التالية:

1- إن صاحب الدراسة حينما تناول موضوع جهود ابن كثير في الدعوة إلى الله في دراسته تناولها حسب العنوان الرئيس للدراسة، وهو «منهج ابن كثير وجهوده في الدعوة إلى الله»، فأفرد لهذا المبحث - جهود ابن كثير في الدعوة إلى الله - بابًا كاملًا يمثل نصف خطة دراسته؛ حيث إنها تحتوي على تمهيد وبابين، وهذا يختلف عن دراسة الباحث التي سيتناول فيها جهود ابن كثير في الدعوة إلى الله ضمن مباحث متفرقة في ثنايا موضوعات مختلفة، وليس في حجم باب كامل ومستقل عن غيره كما هو الحال في هذه الدراسة.

2- إن الباحث هنا قصد بدراسته محاولة إبراز منهج ابن كثير في الدعوة إلى الله وخصائص هذا المنهج من خلال تفسيره رحمه الله، فمشكلة البحث لدى الباحث تتلخص في تحديد وإبراز خصائص منهج الدعوة إلى الله عند الإمام ابن كثير رحمه الله في كتابه «تفسير القرآن العظيم»، وكيفية الاستفادة منه في العصر الحاضر، بينما الدراسة المشار إليها تناولت منهج ابن كثير في الدعوة إلى الله بشكل عام، ومن خلال مؤلفات ابن كثير المختلفة مما له صلة بالموضوع، وقد صرَّح بذلك صاحب الدراسة في مقدمة بحثه، فقال: «قمت بدراسة كل موضوع من موضوعات البحث حسب الخطة الموضوعة له، وتوضيح كافة جوانبه، وعرض وتحليل منهج ابن كثير فيه على ضوء النقول الوافية المستخرجة من مختلف مؤلفاته مما له صلة بالموضوع»[23].

3- وبناءً على ما سبق فقد خصَّص الباحث في خطته هذه بابًا مستقلًا - الباب الأول - للكلام عن خصائص منهج ابن كثير في الدعوة إلى الله من خلال تفسيره فقط، بينما الدراسة المشار إليها لم تتعرض لذلك بهذا القدر والتفصيل.

4- إن الباحث حرص أن يستفيد الداعية والمدعو في العصر الحاضر من منهج ابن كثير في الدعوة إلى الله، لذا خصص بابًا كاملًا لهذا المبحث – الباب الثالث – بعنوان الاستفادة من منهج ابن كثير في الدعوة إلى الله في العصر الحاضر، بينما اكتفى صاحب الدراسة بالتوصية بالاستفادة من منهج ابن كثير في الدعوة إلى الله، فقال في التوصيات: «خامسًا: أوصي الدعاة إلى الله تعالى بالاستفادة من منهج ابن كثير رحمه الله في الدعوة إلى الله نظرًا لما بين العصرين من التشابه...»[24].

أما أوجه التشابه بين خطة الباحث وهذه الدراسة، وما يمكن الاستفادة من ذلك، فإنه يمكن إجمالها في الآتي:

1- ما كتبه صاحب الدراسة عن ترجمة ابن كثير، وتعريف الدعوة وأهميتها، فيمكن أن يخدم الباحث في التمهيد عن ترجمة ابن كثير ومفهوم الدعوة، وأهميتها عند ابن كثير.

2- ما كتبه صاحب الدراسة عن تحقيق شهادة أن لا إله إلا الله، وتحقيق بقية أركان الإسلام، فيُمكن أن يخدم الباحث في المبحثين الأول والثاني من الفصل الأول في الباب الثاني عن منهج ابن كثير في الدعوة إلى العقيدة والشريعة.

3- ما كتبه صاحب الدراسة عن إعداد الداعية ومنهج ابن كثير في تصنيف الناس، فيمكن أن يخدم الباحث في الفصل الثالث من الباب الثاني عن التوجيه العلمي والعملي للداعية، وكذلك في الفصل الثاني من الباب الثاني عن منهج ابن كثير في الدعوة إلى الله باعتبار المدعو.

4- ما كتبه صاحب الدراسة عن جهود ابن كثير، فيمكن أن يخدم الباحث في ترجمة ابن كثير في التمهيد.

وأخيرًا فإن الباحث يأمُل أن تحقِّق دراسته مع هذه الدراسة المشار إليها التكامل المطلوب في خدمة هذا الموضوع المهم، وإبرازه والانتفاع به، ألا وهو منهج ابن كثير في الدعوة إلى الله، كما يرجو الباحث أن تفيَا هاتان الدراستان ولو بشيء من حق هذا العالم الجليل والمصلح الكبير والداعية العظيم الإمام الحافظ عماد الدين ابن كثير رحمه الله تعالى.

ثانيًا: أسباب اختيار الموضوع وأهميته:

إضافة إلى ما سبق ذكره، فهناك أسباب دفعتني إلى الكتابة في هذا الموضوع؛ منها:

1- الحاجة الماسة – كما أشرت سابقًا - إلى الرجوع إلى المنهج الصحيح الذي سار عليه سلف الأمة في دعوتهم إلى الله تعالى.

2- ما تميز به الإمام ابن كثير رحمه الله من العلم والعمل والدعوة، فهو الإمام الحافظ المحدث الفقيه المفسر المؤرخ الحجة في العلم العمل، وهو تلميذ لمدرسة الإمام ابن تيمية المعروف بدفاعه عن السنة، ودعوته لمنهج السلف، فمن كان يسير على هذا المنهج، فهو جدير بدراسة علمية للتعرف على منهج دعوته وخصائصها، وسبيل الاستفادة منها في زماننا الحاضر، وتزويد المكتبة الدعوية بذلك.

3- رغبتي في الاطلاع عن كثبٍ على علم هذا العلامة الفاضل والاستفادة مما كتب من تآليف تُعد بحق موسوعة علمية، وخاصة كتابه تفسير القرآن العظيم الذي يعد من أحسن وأصح كتب التفسير إن لم يكن أحسنها وأصحها على الإطلاق بعد تفسير ابن جرير الطبري، وذلك لعنايته بمناقشة أسانيد ومتون الأحاديث والآثار، ولأن ابن كثير ثقة اختار أحسن الطرق في تفسيره القرآن - التي سنتحدث عنها إن شاء الله أثناء البحث - ولتمسُّكه في تفسيره بعقيدة السلف في كلامه عن آيات العقائد والأسماء والصفات، وغير ذلك من المميزات العظيمة لهذا الكتاب.

4- مشابهة عصر الإمام ابن كثير بعصرنا الحاضر من وجوه؛ منها:

‌أ. الضعف السياسي للعالم الإسلامي وتمزُّقه إلى دويلات حرص حكامها على مصالحهم الشخصية ومراكز نفوذهم غير مبالين بقضايا الأمة ومصالحها.

‌ب. كثرة المذاهب والفرق المنحرفة عن الإسلام التي تَدَّعي الانتساب إليه، وهي في الواقع تحاربه.

‌ج. تقصير كثير من العلماء في واجب الدعوة إلى الله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إلا ما ندر منهم.

‌د. أطماع الكفار في خيرات المسلمين ونهب ثرواتهم.

ثالثًا: مشكلة البحث وأهم تساؤلاته:

إن مشكلة البحث تتلخص في تحديد خصائص وأصول منهج الدعوة إلى الله عند الإمام ابن كثير رحمه الله من خلال كتابه « تفسير القرآن العظيم » وكيفية الاستفادة منها في عصرنا الحاضر، وتنبني تساؤلات البحث على عناصر مشكلته السابقة فهي تدور حول التساؤلات التالية:

ما مفهوم الدعوة إلى الله عند ابن كثير؟

ما خصائص منهج ابن كثير في الدعوة الى الله من خلال كتابه «تفسير القرآن العظيم»؟

ما الأصول التي بُني عليها هذا المنهج؟

ما الوسائل والأساليب التي استخدمها ابن كثير في الدعوة إلى الله؟

كيف يستفيد الداعية المعاصر من منهج ابن كثير؟

كيف يستفيد المدعو المعاصر من منهج ابن كثير؟

مصطلحات البحث:

المنهج: من مادة نهج، ينهج، نهجًا، وهو الطريق البيِّن الواضح، ويطلق على الطريق المستقيم والمنهج، والمنهاج بمعنى واحد، وفي التنزيل قوله: ﴿ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا ﴾ [المائدة: 48][25].

الدعوة: لها معان متعددة كلها تدور حول الطلب والسؤال والنداء والدعاء والبيان والإرشاد[26].

وهي (حركة علمية لنشر الإسلام وتعليمه للناس، وتعريفهم به على وجهه الصحيح وَفق منهج علمي مدروس بوسائل وأساليب راقية ومتجددة، بواسطة دعاة مسلمين يقومون به في الناس على هدى وبصيرة) [27].

رابعًا: منهج الدراسة:

سيكون منهج الدراسة في هذا البحث قائم على المنهج الاستنباطي والتحليلي والاستقرائي، وذلك بتتبُّع النصوص في تفسير ابن كثير، ثم تحليلها ومحاولة استنباط الدلالات ذات العلاقة للخروج برؤية علمية مناسبة.

خامسًا: هيكل البحث:

ولإعطاء البحث حقَّه من البحث والدراسة - حسب جهدي المتواضع وعلمي القاصر - وجلبًا للفائدة التي يرجوها الباحث، سأجعل البحث في مقدمة وتمهيد وثلاثة أبواب وخاتمة، وهذا هو هيكله.

التمهيد: ويشتمل على النقاط التالية:

أولًا: ترجمة الحافظ ابن كثير رحمه الله.

ثانيًا: كتابه «تفسير القرآن العظيم»، ومكانته وأهميته.

ثالثًا: مفهوم الدعوة وأهميتها عند ابن كثير رحمه الله.

الباب الأول: خصائص منهج الدعوة إلى الله عند ابن كثير، وفيه خمسة فصول:

الفصل الأول: اعتماد ابن كثير على الكتاب والسنة.

الفصل الثاني: النقل والعقل ونظرية المعرفة منهج دعوي عند ابن كثير.

الفصل الثالث: الاحتجاج باللغة العربية وأثره في المدعوين.

الفصل الرابع: شمول منهج ابن كثير الدعوي وموضوعيته وتقديمه قول الصحابي.

الباب الثاني: منهج الدعوة إلى الله عند ابن كثير من خلال أركان الدعوة وفيه أربعة فصول:

الفصل الأول: منهج ابن كثير في الدعوة إلى الله باعتبار مضمونها.

الفصل الثاني: منهج ابن كثير في دعوة الناس إلى الله.

الفصل الثالث: منهج ابن كثير في توجيه الدعاة.

الفصل الرابع: استخدام ابن كثير وسائل الدعوة وأساليبها.

الباب الثالث: الاستفادة من منهج ابن كثير في الدعوة إلى الله.

الفصل الأول: استفادة المدعو المعاصر من منهج ابن كثير.

الفصل الثاني: استفادة الداعية المعاصر من منهج ابن كثير.

الخاتمة: وتشمل على:

أولًا: النتائج.

ثانيًا: التوصيات

وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

الخاتمة:

وتشمل:

أولًا: النتائج:

1- أن ابن كثير رحمه الله سلك في تفسيره للقرآن منهجًا يعتبر أحسن المناهج لتفسير القرآن، وهو تفسير القرآن بالقرآن أولًا ثم بالسنة، ولذلك صار تفسيره من أحسن التفاسير إن لم يكن أحسنها.

2- لم يكن تفسير ابن كثير مختصرًا لتفسير ابن جرير الطبري كما يتصوره بعض الناس، وذلك لاختلاف منهجيهما، ولأن ابن كثير له موارد كثيرة رجع إليها في تفسيره غالبًا هي مما جاء بعد ابن جرير.

3- تبيَّن لي من خلال البحث أن ابن كثير رحمه الله تعالى لم يكن حافظًا ومحدثًا وفقيهًا ومؤرخًا وعالِمًا فحسب، بل هو إلى جانب ذلك يعتبر من أعلام التربية ومشاهير الدعاة، ومن الروَّاد المصلحين.

4- أن منهج ابن كثير الدعوي من خلال تفسيره القرآن العظيم، تميَّز بالشمول والتكامل في مضمون الدعوة والتنوع في أصناف المدعوين، والعناية بتوجيه الدعاة والتعدد في وسائل الدعوة وأساليبها.

5- تبيَّن لي من خلال البحث أن ابن كثير رحمه الله استفاد من المناهج الدعوية المختلفة، فأحيانًا يستخدم المنهج العاطفي، وأحيانًا المنهج العقلي، وأحيانًا المنهج الحسي، وذلك حسب موضوع الدعوة وحال المدعوين.

6- أن ابن كثير رحمه الله يمتلك شخصية علمية متحررة من التعصب الفكري والجمود المذهبي، وهو ما يجب أن يكون عليه العلماء والمصلحين والدعاة إلى الله.

ثانيًا: التوصيات:

1- أوصي الدعاة إلى الله أن يستفيدوا من منهج ابن كثير رحمه الله في الدعوة إلى الله، وهو ما بيَّنتُه مفصَّلًا في الباب الثالث من هذا البحث.

2- أوصي أقسام التربية وعلم النفس والاجتماع في الجامعات العربية والاسلامية أن تُعنى بالدراسات التربوية والنفسية والاجتماعية للإمام ابن كثير وهي دراسات قيمة وعميقة سواء كانت في تفسيره أو في تاريخه البداية والنهاية.

3- أوصي أقسام علوم القرآن وتفسيره في الجامعات العربية والاسلامية أن يعتنوا بتفسير ابن كثير دراسة وتحقيقًا؛ لأن الجهود الفردية المبذولة في ذلك - وهي قيمة ومشكورة - لم تصل إلى المستوى اللائق بهذا السفر الجليل.

4- أوصي الدعاة إلى الله جماعات وأفرادًا مؤسسات أو حكومات أن يتأسوا بمنهج ابن كثير القائم على الكتاب والسنة، وما كان عليه سلف الأمة، فإنه لن يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها.

وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.